يفصلنا عن قدوم شهر رمضان الكريم عدة أيام معدودة وهناك عدة أسئلة تراودنى بلا إنقطاع:
كيف سيكون شهر رمضان فى غزة هذا العام ؟ وكيف سيتعامل أهل غزة مع طقوس شهر رمضان الكريم؟ وكيف سيواجهون إحتياجاتهم الغذائية للإفطار والسحور فى ظل هذا الحصار وشح المساعدات والمجاعة التى يعانى منها ٢ مليون و٤٠٠ ألف مواطن حتى وصل الأمر لفقدان الحياة للعديد من الأطفال بسبب عدم توفير الغذاء؟.
والسؤال الآخر الذى يراودنى: هل سيعيش أكثر من مليار مسلم حياتهم وطقوسهم وفرحتهم المعهودة فى رمضان وأشقاؤهم فى غزة يعيشون فى أسوأ كارثة إنسانية فى تاريخ البشرية من قتل وتدمير للمنازل وحصار وتجويع وقصف للمدارس التي يحتمى بها المدنيون و قصف المستشفيات التى تعالج المرضى والمصابين على يد كيان صهيونى محتل غاصب وبمباركة ودعم لا محدود من الشيطان الأمريكى الغربى؟.
كيف سنُعد الموائد بما لذ وطاب و نُعد العديد من المشروبات والحلويات وإخواننا فى غزة لا يجدون رغيف الخبر الحاف، ولا يجدون حتى كوب مياة نظيف؟.
كيف سيلهو أطفالنا بالفوانيس وبالألعاب النارية والصواريخ، وأطفال غزة يتم قصفهم بالقنابل والصواريخ الفتاكة التى تنهى حياتهم فى الحال ؟ كيف سنقيم الولائم والعزائم والسهرات فى الخيام الرمضانية وإخواننا فى غزة يأكلون علف الحيوانات ويعيشون فى خيام بلاستيكية لا تقيهم من برد قارص ولا تستطيع التصدى لسيل الأمطار؟.
كيف سنتابع مسلسلات رمضان وإخواننا فى غزة يعيشون أسوأ مسلسل درامى تراجيدى يومى لا يمكن لأى مؤلف أو سيناريست أن يتفتق ذهنهم لعمل أحداث بمثل هذه البشاعة والإنحطاط من كيان محتل ظالم غاصب، وصبر وصمود من شرفاء غزة فى ظل وضع مأساوى تجاوز كل الحدود وكل الكلام، وفى ظل تخاذل وخزى وعار عربى إسلامى وتواطأ عالمى.
والسؤال الثالث الذى يتبادر إلى ذهنى: هل يُقنع المسلمين فى كل بقاع الأرض أنفسهم بأنهم قليلو الحيلة وليس لديهم سوى الدعاء وأنهم ينتظرون رمضان لتصدح المساجد بالدعاء لأهل غزة؟ فمن قال لكم أن اهل غزة ينتظرون دعواتكم وأنكم في ظل تخاذلكم وضعفكم وتخليكم المشين عن غزة سيتقبل الله دعاءكم، فأنتم مثل الشحات الذى يجلس أمام المسجد طوال اليوم بدون صلاة واحدة ويعتقد أن دعوته هى أقرب إلى الله ممن يصلى كل الفروض.
أيام معدودة ويأتى أعظم الشهور والذي كنا ننتظره كل عام بالفرحة والسرور، لكن والله لا نجد طعم رمضان ولا رائحة رمضان ولا فرحة قدوم رمضان فالنفس محملة بالأحزان والألام لما نشاهده ونسمعه ونراه يوميا فى غزة، فهذا العام، رمضان فى غزة حاجه تانية والكارثة فى التفاصيل.